أكدت تقارير ودراسات بحثية عديدة أن المراهقين اليوم أصبحوا أقل سعادة من الأجيال الأكبر سنًا، وكأنهم يعانون مما يعادل "أزمة منتصف العمر"، كما أشارت أوراق دراسية أخرى -وبعد بحث عن التغيرات الثقافية- إلى أنَّ مستوى سعادة المراهقين انخفض فجأة في الفترة التي انتشرت فيها الهواتف الذكية (2011-2012) وتليها الشاشات بمحتواها الجذاب، هذا بجانب دراسة الأنشطة المتعلقة بالشاشة والأنشطة غير المتعلقة بالشاشة، وتفاصيل أخرى كثيرة، تكشف عنها الدكتورة فايزة العبودي أستاذة التربية وطب نفس الطفل، في صورة عدة أفكار، توضح من خلالها الأسباب وتشرح بعض طرق إدخال السعادة إلى قلوب الأبناء المراهقين بعيدًا عن الشاشات وغزو الجوال.
العلاقة بين السعادة والشاشات
على سبيل المثال يقضي «جيل ما بعد الألفية» أو جيل مواليد 1995 وما بعدها وقتًا أقل مع أصدقائهم وجهًا لوجه، بينما يقضون وقتًا أطول على الإنترنت. في هذا المجال أجريت دراسة مسحيّة على عيّنة تمثل المراهقين، وامتدت من العام 2013 إلى العام 2016، تنقسم هذه القائمة بين التعرف إلى أنشطة يمارسها المراهقون على هواتفهم وأخرى يمارسونها من دون هواتفهم. وجد الباحثون أن المراهقين يقضون أغلب أوقاتهم على هواتفهم النقالة؛ حيث ترتبط كل أنشطة الهاتف تقريبًا بمستوى أقل من السعادة، وكل الأنشطة البعيدة عن الهاتف تقريبًا بمستوى أعلى من السعادة.
كيفية سماع المراهق للموسيقى
إن طريقة استماع المراهق للموسيقى سجل على ورق البحث أشد ارتباطًا بغياب السعادة؛ فهم يسمعونها على هواتفهم، في سماعات يلصقونها بآذانهم بإحكام؛ حيث يسعى المراهقون الذين يسمعون موسيقى بهذه الطريقة لساعات طوال إلى إغلاق جميع النوافذ المؤدية إلى العالم الخارجي، والانعزال في شرنقة صوتية. ما يعني أن «سماع الموسيقى» أصبح شبه عزلة للمراهق في غرفته، وبسماعات الأذن يحتمي من التواصل الاجتماعي، مع رسالة ضمنية غير منطوقة: لا تحاول الحديث معي.
نوم أكثر يعني سعادة أكثر
أوثق الأنشطة ارتباطًا بالسعادة هو النوم؛ إذ إنّ المراهقين الذين يقولون إنهم ينامون أكثر من 7 ساعات في معظم الليالي أكثر سعادةً من نظرائهم ممن لا يحظون بذات القدر من النوم. ولسوء الحظ ينام المراهقون هذه الأيام وقتًا أقل مقارنة بمراهقي الأجيال السابقة، وغالبًا ما يكون بسبب قضاء وقت أطول في استخدام هواتفهم والأجهزة الأخرى.
اقضِ وقتك مع الناس: ذلك أفضل
تعد الأنشطة التي تتضمن الوجود مع أشخاص آخرين هي الأوثق ارتباطًا بالسعادة، والأنشطة التي تتضمن الوحدة هي الأشد ارتباطًا بعدم السعادة. هذا يفسر ارتباط الموسيقى التي يسمعها معظم المراهقين وحيدين بعدم السعادة، بينما يرتبط الذهاب للحفلات الموسيقية -مع أشخاص آخرين- بالسعادة.
كما أن التحدث عبر الهاتف أو محادثات الفيديو يرتبطان بعدم السعادة، ربما لأنَّ التحدث عبر الهاتف -الجوال-، على الرغم من كونه سلوكًا اجتماعيًا، ليس مشبعًا مثل التواجد مع الآخرين على أرض الواقع. والاستنتاج الأساسي أن الأنشطة التي تتضمن التواجد مع الآخرين وجهًا لوجه مرتبطة بتحقيق مستوى أعلى من السعادة، بينما الأنشطة التي تقتضي أن يكون المراهق وحيدًا أو مع هاتفه مرتبطة بمستوى أقل من السعادة.
السعادة في:
خطوات تُدخل السعادة على المراهق والمراهقة:
للمراهِقة:
للمراهق:
دراسة: سعادة المراهق مرتبطة بنمط الحياة الصحي
إذا اتّبع المراهقون أنماطًا حياتية صحية، فذلك قد يجعلهم أكثر سعادة، هذا ما أظهرته دراسة أعدها باحثون من معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية بجامعة إيزيكس. وأشارت الدراسة إلى أن إهمال الأنماط الحياتية الصحية واللجوء إلى العادات السيئة؛ مثل التدخين وتناول الأطعمة الجاهزة، قد يقلل من مستوى السعادة عند المراهق.
تبرز نتائج الدراسة ارتباط ثلاث عادات صحية بارتفاع مستوى السعادة عند المراهق، وهي؛ زيادة استهلاك الخضروات والفواكه، انخفاض استهلاك المقرمشات والسكاكر والمشروبات الغازية، وممارسة التمارين الرياضية أسبوعيًا.
من جهة ثانية؛ بيَّنت النتائج أن تمتع الأشخاص المراهقين والمتراوحة أعمارهم بين 13 و15 عامًا، بالمزيد من الاستقلالية في خياراتهم حيال الأنماط الحياتية، يقلل من استهلاكهم للأطعمة غير الصحية ويحفزهم على ممارسة التمارين الرياضية.
وأشار الباحثون إلى أن 11% فقط من المراهقين المنتمين لتلك الفئة العمرية أفادوا بأنهم يستهلكون خمس حصص أو أكثر من الفواكه والخضروات يوميًا. والسعادة يمكن اكتسابها وراثيًا عبر الجينات، وأن الجينات المورثة تسيطر على نصف الصفات الشخصية التي تمنح السعادة للأفراد، فيما تكون العوامل الأخرى مثل العلاقات والصحة البدنية والمهنة، النصف الثاني.
المصدر: موقع سيدتي
عزيز ثقة الطفل بنفسه العلاج المبكر يساعد في التكيف مع مشكلته، وتطوير مهاراته بشكل طبيعي،
الحقيقة القاسية، هي أن مثل هذه الأم لا تهتم بالطفل، بل بخوفها من أن تبقى بلا شيء.
كان مجتمعنا في كثير من الأوقات يكثر فيه النقد والمقارنة واللوم، إن تركناها وحاربناها نستبدلها بماذا؟
2025 © جميع الحقوق محفوظة لموقع أمان الأطفال