كيف أصنع من طفلي شخصية سويّة؟

كيف أصنع من طفلي شخصية سويّة؟

ثناء الوالدين على بعض سلوكيات طفلهما، من دون مبالغة، يجعله فخورًا بنفسه وبحب والديه له.

 

داليا فنيش/ متخصصة في علم النفس العيادي

حكمًا، الطبيعة الفطرية أن يحبّ الأباء والأمهات أطفالهم، لكن بعضهم لا يجيّرون حبهم إلى سلوك عقلاني وذكي في بناء شخصية طفلهم.. بعضهم يعتقد أنّ تقديم كل شيء يطلبه الطفل هو محبّة، أو تركه يفعل ما يريد،  أو بخلاف هذا تمامًا؛ آباء أخرون يسلكون طريق الوعظ الغليظ ويبنون له جدران من الموانع والقمع.

حقيقة الواقع؛ أننا نحتاج في تربية الطفل وبناء شخصيته إلى طرائق وأساليب تجعله يمتلك المهارات الخاصة به، والتي تتوفر ضمن نطاق الأسرة، متل الثقة الفردية بالنفس، إضافة إلى إحساسه بالتميز وشعوره بالمسؤولية، إلى درجة تمكّنه من الحصول على القوة الذاتية كي يعرف كيف يستغل طاقته القصوى ويحقق أهدافه.

للقيام بذلك يجب أن تكون تربيتنا عميقة وصادقة وسليمة، تعني استسثمارًا طويل الأمد في نشأة طفل سوّي ومتوازن. وهذا أمر يدركه الأهل، إلا أنهم يقعون في فخ الأخطاء الشائعة، والتي يحملها الطفل معه على مدى سنوات طويلة؛ فمنهم من يتخلص من آثارها بعد معاناة، ومنهم من يفشل في ذلك.

لكن قبل الخوض في كيفيّة بناء شخصية الطفل؛ لا بد من مقدّمات أساسية.

 

أولًا- تعريف الشخصية

هي مجموعة من القيم والمبادئ والمشاعر وأساليب التفكير والسلوك والمظاهر التي يتميز بها الفرد، وأيضًا هي مجموعة من الخصائص الجسمية والنفسية والاجتماعية والوراثية والمكتسبة والماضي والحاضر.

ثانيًا- معايير بناء الشخصية

إنّ بناء شخصية الطفل يعد هدفًا أساسيًا، فالأطفال هم حجر الأساس في صلاح أي مجتمع، وهم عتاد المجتمعات وعدتها المستقبلية؛ لذلك علينا السعي في تربيتنا للطفل أن نخلق لديه:

  1. القدرة على اتخاذ القرار السليم.
  2. حب اكتساب المهارات.
  3. القدرة على إحداث التغيير والتطوير.
  4. الوعي بما يحيط به في العالم.
  5. حبّ البحث والاكتشاف والابتكار.
  6. مهارات التفكير الناقد والإبداعي والابتكاري.
  7. حبّ التواصل مع الآخرين.

ثالثًا- دور الوالدين في نمو الشخصية

السنوات الأولى، في حياة الطفل، مهمة للغاية، وتترك أثرًا كبيرًا في بناء شخصيته لاحقًا. وللأهل دور أساس في بناء شخصية طفلهم وتنمية قدراته، خصوصًا أنه منذ الولادة لا يرى غيرهما أشد ارتباطًا به، فهما كل حياته، وقدوته كونهما مثالًا للقوة والمعرفة بالنسبة إليه، فيعبّر عن رغبته في أن يكون مثلهما في كل شيء، لأنهما يشبعان حاجاته الأساسية من الحب والحنان والشعور بالأمن. وفي حال غياب أي منهما؛ سيشعر الطفل بالقلق والاضطراب النفسي، ما ينعكس سلبًا في بناء شخصيته وتشكيلها.

لذلك؛ كي يكون دور الوالدين إيجابيًا؛ يجب عليهما:

  1. تقبّل طفلهما كما هو: هذا الأمر يشعر الطفل بخصوصيته بين أهله وفي بيئته وبين اقرانه، ويعطيه الثقة بالنفس، فمن الخطأ تمامًا أن يطالب الأهل ابنهما أن يكون مثل صديقه فلان أو أخيه فلان، فلكل طفل شخصيته وقدرات وميزات تميزه عن الآخر.  وهذه المقارنة في العملية التربوية مؤذية للغاية، ودومًا ما تؤدي إلى خلق شخصية يطغى عليه الغيرة من الآخرين وحسدهم.
  • ترشيد نزعة الطفل إلى الاستقلال: من المهم منح قدر من الحرية الممكننة- إن صحّ التعبير- لتنظيم سلوكه وعدم إجباره على الالتزام بقواعد معينة من دون مراعاة رغباته ومساعدته في تكوين آراء مستقلة خاصة به، حتى يصبح قادرًا على اتخاذ القرارات والتمييز بين الصواب والخطأ.
  • ممارسة الشورى داخل الأسرة: المناقشة والحوار هو أسلوب حياة متحضر وواعٍ يمنح الابن الشعور باحترام شخصيته وإعطائه مساحة من الاختيار، وهذا سيجعله ينشأ ولديه قدرة عالية في التفكير الموضوعي والمتزن.
  • الاتفاق بين الوالدين على أسلوب المعاملة: ثبات الوالدين في أسلوبهما، في المواقف المتشابهة وعدم تناقضهما، يساعد الطفل على معرفة إيجابياته وسلبياته.

  • العدالة بين الأطفال: المساواة في المعاملة بين الأبناء في الحب والتوجيه والإرشاد والعطاء والمساعدة ومنح الصلاحيات له دور مهم في تقوية أواصر الأسرة والإخوة وحبّ الأخر واحترامه.
  • تقدير الأطفال: ثناء الوالدين على بعض سلوكيات طفلهما، من دون مبالغة، يجعله فخورًا بنفسه وبحب والديه له.
  • تزكية روح الطفل: التعليم المدرسي أمرو مفروغ منه؛ لكن هناك قيم أخلاقية وعبادية ينبغي تعليمها للطفل وغرسها في وجدانه وحركته اليومية، في البيت والمدرسة والشارع. وهنا؛ لا غنى عن القول بأهمية تعريف الطفل بالعبادات الإسلامية، من صوم وصلاة وزكاة وخمس وصدقة..وكلها تنعكس إيجابيًا في تكوين شخصيته.

مواضيع مرتبطة

حملة شاملة في لبنان تمتد إلى عام كامل لحماية الأطفال من سوء استخدام الإنترنت

لا يعتقد أن مشاركة بعض الجمعيات والمؤسسات كافٍ لإنتاج أي أثر تغييري ما لم تشارك العائلات نفسها..

السيكودراما علاج حديث للاطفال في لبنان .. «نادي مش عادي» يروي تجارب حية

كان خال الطفلة يعنّفها، وأمها لا تعلم سر تدهور وضعها النفسي وتحولّها إلى عدوانية..

في عيد الفطر المبارك.. احموا أطفالكم من الألعاب النارية

الألعاب النارية مكونة من مواد كيمائية خطرة.. فأي خطر تعرض طفلك له بحال اشتريتها له؟